:: الذات و البحث عنها ::
البحث عن الذات ليس سهلا.. فأنت قد تكتشف نفسك بسهوله.. وقد تظل طوال عمرك تبحث عنها..فلا تجدها..قد تكتشفها على نحو عفوي.. وقد تصل إليها عبر سلسله من المحاورات مع النفس.
وكلما كان الإنسان واقعياً استطاع أن يكتشف الحقيقه.. ويعترف على نفسه.. والعكس صحيح..
يرى أن القدره على المواجهه مع النفس.. قد لا تكون متاحه للإنسان.. بمثل هذه السهوله..
لاسيما إذا كان هذا الإنسان (عاطفياً) وضعيفاً أمام الحقائق ...وعندها فإنه يبحث عن ذاته من خلال الآخرين.. فرب شخص أقرب إليك من نفسك..وألصق بمشاعرك من عقلك.. وأكثر قدره على التغلغل في أعماقك من رؤيتك الداخليه إلى ما يدور فيها.
هذا النوع من البشر..له دور كبير وخطير في حياتنا لأنه يمثل مساراً هاماً.. وأساسياً في هذه الحياه لا يمكن تجاهله.. أو الاستغناء عنه..لأنه يمثل المؤشر الحقيقي لتذبذب حياتنا.. والترمومتر الفعال في مباشرة عواطفنا.. وتفكيرنا وأحاسيسنا..وحين لا نستطيع أن نكتشف ذواتنا.. على طبيعتها فإننا نستطيع أن نتعرف عليها من خلال هذا الطرف ونتبين حقيقة ما نريد وما نرغب.. وما نكره.. وما نحب وما يؤلمنا وما يسعدنا !!
ذلك أن الإنسان يفتقد الرؤيه الصحيحه.. عندما تتكاثر عليه الأمور.. أو تدلهم المصائب..
أو تتكالب الهموم.. حيث تتبدد الرؤيه.. ويتشوش التفكير..
غير أن المشكله تكون أكثر تعقيداً.. حين لا يكون في حياتنا إنسان
قادر على كشف خبايا النفس وبلورة الأفكار وتجسيدهاً..
عندها يصبح البحث عن الذات صعباً.. والعثور عليها مستحيلاً..
وتبدأ هي في التصرف بشكل فيه الكثير من الخطأ.. وقد يتكرر الزلل في ظل غياب ( الرادع )
لكن الأكثر إشكالاً.. هو أن يكون مثل هذا الصديق موجوداً في حياتنا ولكنه يقف سلبياً منا..
وغير قادر على مكاشفتنا.. وعاجزاً عن الإفصاح عن الحقائق التي تمسنا مباشره خوفاً على مشاعرنا.. وتستراً على أوضاع قد يؤدي السكوت عليها إلى الكثير من الضرر..
مثل هذا النوع من الأصدقاء.. مضلل.. لأنه وإن وفَّر علينا جانب الإرهاق النفسي..ونتائج الصدمه الفوريه إلا أنه حكم علينا بالجهل.. والغباء والتغفيل طوال حياتنا.
حكمة :
صدق من قال :
( عدو عاقل خير من صديق جاهل).
فما بالك بصديق مضلل...
م.ن
نقلا عن كتاب الحب أحتراقا
د.هاشم عبده هاشم