الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
دخول
من طرف أنشئت سبها اليوم كمدينة عصرية، على أنقاض مدينة قديمة فقد كانت الصحراء مهدا لحضارات شتى نذكر منها حضارة الجرمنتيين وما الرسوم والنقوش على جدران وكهوف جبال أكاكوس إلا شاهدا يروى حكاية حضارات قديمة سادت زمنا طويلا، تبدو سبها محاطة بمناطق أثرية منها وادي الحياة الذي يشتمل على أطلال أثرية متعددة، يرجع تاريخها إلى ماقبل الميلاد بعشرة قرون ويعد سكانها من الليبيين القدماء وكانت تميزهم الريشة كشعار اتخذوه وترك لنا هؤلاء الأجداد عدة آثار منها القلاع والمدن والقنوات ونظم الري التي حفرت تحت الأرض (الفقرات ) وهذه من أعظم أنظمة الري التي عرفها العالم القديم وقد سطر هؤلاء الأقدمون فتوحاتهم وغزواتهم ونمط عيشهم على صفحات وحواف الصخور في فن رائع خالد يعكس درجة القوة والمنعة التي بلغوها، واعتمدوا في حياتهم الاقتصادية على التجارة بين محطات وموانىء البحر المتوسط وأواسط أفريقيا وقد اتخذوا من العربات التي تجرها الجياد وسائل نقل وعلى ذلك تدل آثارهم بمدينة (جرمة ) التي عثر فيها على معابد ومساكن حجرية وحمامات بطرز فرعونية وقرطاجية وإغريقية ورومانية وليست جرمة الأثرية الوحيد القديم والعائد إلى عصور ما قبل التاريخ فهناك حضارة متخندوش وتادرارت وأكاكوس في قلب الصحراء والمؤرخ لها (5000سنة) قبل الميلاد ودليلها تلك الرسوم الملونة على صفحات جدران الكهوف الصحراوية، وإذا كانت منطقة سبها في الماضي البعيد موطن أعرق الحضارات الليبية فإنها كما عودتنا تظل على الدوام وفية لتاريخ الأجداد وقلعة حاضنة لبذور الحضارة الجديدة
